روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | متى يكون تأجيل الإنجاب مطلباً شرعياً؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > متى يكون تأجيل الإنجاب مطلباً شرعياً؟


  متى يكون تأجيل الإنجاب مطلباً شرعياً؟
     عدد مرات المشاهدة: 2201        عدد مرات الإرسال: 0

من أسمى أهداف الزواج الإنجاب، والتطلع إلى ذرية صالحة.. ولكن جدت على المجتمع ظروف متعددة الجوانب غيرت من هذه التطلعات، وجعلت الشعور بعبء المسئولية من وراء الإنجاب يزداد، وصارت الأمور تقاس بمقاييس مادية..

إلى غير ذلك مما جد وإستحدث وجعل بعض الأزواج يشترطون على الزوجات قبل بناء عش الزوجية ألا يكون هناك إنجاب إلا بعد مرور عدة سنوات، فما هو وضع ذلك في ميزان الشريعة؟

للرد على ما سبق أفادت دار الإفتاء بأنه يجب أن يستقر فى الأذهان أن مرجع الأحكام الشرعية ومصدرها من حيث الحل والحرمة والجواز والمنع هو كتاب الله تعالى القرآن الكريم وسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه، وبإستقراء آيات القرآن يتضح أنه لم يرد فيه نص يحرم منع الحمل أو الإقلال من النسل، وإنما ورد فى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يفيد ظاهرة المنع، ويظهر ذلك جليا من مطالعة أقوال فقهاء المذاهب وكتب السنة الشريفة فى شأن جواز العزل -يقصد به أن يقذف الرجل ماءه خارج مكان التناسل بزوجته- فقد قال الإمام الغزالى وهو شافعى المذهب فى كتابه إحياء علوم الدين ما موجزه إن العلماء إختلفوا فى إباحة العزل وكراهته على أربعة مذاهب فمنهم من أباح مطلقا بكل حال، ومنهم من حرم العزل بكل حال، وقائل منهم أحل ذلك برضا الزوجة ولا يحل بدون رضاها، وقائل آخر يقول إن العزل مباح فى الإماء دون الحرائر، ثم قال الغزالى إن الصحيح عندنا -يعنى مذهب الشافعى- أن ذلك مباح.

ثم تحدث عن البواعث المشروعة لإباحة العزل، وقال إنها خمسة، وعد منها إستبقاء جمال المرأة وحسن سماتها وحياتها خوفا من خطر الولادة، والخوف من كثرة الحرج بسبب كثرة الأولاد، والتخفف من الحاجة، وهذا غير منهى عنه، لأن قلة الحرج معين على الدين، ومن هذا يظهر أن الإمام الغزالى يفرق بين منع حدوث الحمل بمنع التلقيح الذى هو النواة الأولى فى تكوين الجنين وبين الإجهاض، فأباح الأول وجعل من أسبابه الخوف من الضيق بسبب كثرة الأولاد ومن متاعب كسب العيش لهم، بل إن الغزالى أباح العزل محافظة على جمال الزوجة، وفى فقه المذهب الحنفى أن الأصح إباحة العزل بإعتباره الوسيلة لمنع الحمل.

وفقط إختلف فقهاء المذهب فى أن هذا يستلزم موافقة الزوجة فقط، ومن هذا الرأى فقهاء مذهب الإمام مالك، ومن هذا العرض الموجز لأقوال الفقهاء يبدو واضحا أن العزل كوسيلة من وسائل منع الحمل جائز.

...هذا وقد نص فقهاء المذهب الشافعى على إباحة ما يؤخر الحمل مدة، وعلى هذا يباح إستعمال الوسائل الحديثة لمنع الحمل مؤقتا أو تأخيره مدة، كإستعمال أقراص منع الحمل، أو إستعمال اللولب، أو غير هذا من الوسائل التى يبقى معها الزوجان صالحين للإنجاب.

الكاتب: نورا عبد الحليم.

المصدر: جريدة الأهرام اليومي.